Tuesday, March 11, 2008

منقول من موقع / وطن بغرد خارج السرب ـــ مركز حجازنا للدراسات


بقلم\ ايهاب شوقى\ كاتب مصرى
بطبيعة الأمور فإن المصالح هي التي تفرض السياسات وما يترتب عليها من سلوكيات وقرارات ، وذلك عندما يتم تنحية المبادئ والثوابت ، أما في حالة وجود أسس ومبادئ ، فإن الأمور تتجه نحو التوازن والعمل الشاق لتحقيق المصالح ، في إطار من الملائمات الدقيقة بين المصالح والثوابت .أما عندما تختلط الأمور وتتجه الأحوال لفوضى عارمة ، فإن السياسة تصبح متخبطة وبوصلة المصالح يحدث بها عطب يجعل الدول تعمل في غير مصالحها ، فلا هي حققت مبادئها ولا حققت ثوابتها . وهذه الحالة وإن انطبقت على معظم الدول العربية ، فإن السعودية حالة خاصة ، لأنها تعمل وفق استراتيجية ثابتة ومفهوم المصلحة لديها ذاتي ومبدئي أي أن مبادئها وثوابتها هي المصلحة ، وفي ظل الفوضى فإنها لا تتوانى عن استغلالها بل المشاركة في إحداثها ، حيث تتغذى على تداعياتها وتقوى ملكها ونفوذها . وهذا النظام البراجماتي لا يتوانى عن اللعب على جميع أحبال السياسة مستغلاً ضعف الأمة ، وخفوت ومكون حسها الثوري ، وتراجع الأنظمة العربية ، ولا سيما "مصر" ، وبالتالي فإنه يلعب في كثير من الأوقات (على المكشوف) مستغلاً هذا الضعف وهذا التراجع ، ومستغلاً أبواق الدعاية الدينية والسياسية من مرتزقة هذا النظام لغسيل سياساته أولاً بأول ، ومحاربة خصوم هذا النظام من معسكر المقاومة والاستقلالية والتقدمية في الأمة .والتشابه الكبير بين النظام السعودي والنظام الصهيوني في طبيعة نظرة الغرب له من حيث كونه كياناً وظيفياً يحمي مصالح الغرب مع اختلاف الأساليب ، جعل هناك تشابهاً في أسلوب التفكير والممارسة مما أنتج سياسات متشابهة يمارسها الطرفان ، والتي تشتهر بأنها سياسات صهيونية تخرج من تل أبيب أو الرياض لتعود بالنفع على المشروع الاستعماري والصهيوني بالمنطقة ، ولكي لا يكون الكلام مرسلاً ودعائياً ومتجنياً ، فإن الدراسة تحاول أن تلقي الضوء على بعض الممارسات من التاريخ والحاضر لتكشف طبيعة العلاقات وأسرارها وحقائقها ، وكيفية خدمة سياسة الصهاينة وآل سعود لمصالح الإمبريالية الأمريكية والصهيونية وذلك من خلال المحاور التالية:1-خلفية تاريخية لمحطات العلاقة ( الجذور ما قبل وبعد أنابوليس).2- محاولة لاستخلاص المنهج السعودي.1- خليفة تاريخية لمحطات العلاقة:نقلاً عن مذكرات "جاييم وايزمان" أول رئيس للكيان الصهيوني بالأراضي المحتلة ، والمعروف إجرائياً بـ "دولة إسرائيل" ، فإن "تشرشل" رئيس الوزراء البريطاني قد قال له : (أريد أن أرى "ابن سعود" سيداً على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق على أن يتفق معكم أولاً ـ يا مستر حاييم ـ ومتى تم هذا عليكم أن تأخذوا ما تريدون منه) ، كما قال تشرشل : (إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول ، والمشروع الثاني من بعده إنشاء الكيان الصهيوني بواسطته) .كما ذكر "ناصر السعيد" في كتابه (تاريخ آل سعود) أنه قبل وعد بلفور كتب الملك "عبد العزيز" اعترافاً يجعل فلسطين وطناً لليهود يقول نصه : (أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود، أقر وأعترف ألف مرة للسير "بيرسي كوكس" مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم ، كما ترى بريطانياً التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة) .ويقول الأستاذ "عبد الحليم العزمي" مدير تحرير مجلة "الإسلام وطن" الصادرة عن الطريقة الصوفية العزمية أن "الفترة الواقعة بين عامي (1933 ـ 1939م) أي الفترة التي تلت توقيع امتياز النفط إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية ، ويمكننا تسمية هذه المرحلة (مرحلة الانفتاح النسبي الخاضع للسياسة البريطانية) ، ففي هذه المرحلة ابتليت بريطانيا ببعض المشاكل في مستعمراتها ، وبالذات في فلسطين فأوعزت إلى عبد العزيز أن يقوم بتهدئة الثورات في فلسطين ، فكان له علاقات جيدة ببعض ملوك العرب وأمرائهم وبعض الزعماء الفلسطينيين ، ولم تتعد العلاقات الخارجية هذه الحدود إلا بالاستئذان من بريطانيا".ونقلاً عن شبكة "فلسطين للحوار" وعن موضوع بها عن تاريخ وطبيعة العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية ، يقول المقال إنه " على عكس ما تتداوله وسائل الإعلام ، فإن العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية عميقة الجذور ، وقد ظلت خافية حتى ظهرت إلى العلن خلال حرب الخليج الثانية (العراقية الكويتية) . يمكن القول إن أول لقاء سعودي ـ صهيوني يعود تاريخه إلى عام 1939م.عندما عُقد بلندن مؤتمر حول القضية الفلسطينية ، حضره الأمير (فيصل) الذي كان آنئذ وزيرا للخارجية ، حيث اجتمع الأمير السعودي عدة مرات منفرداً بالوفد اليهودي في المؤتمر ، حيث كان الملك (عبد العزيز) يبذل قصارى جهده لتوطيد علاقاته بالأمريكان ، وبمرور الوقت وعندما أصبحت القضية الفلسطينية أكثر التهاباً ، أفلح الأمريكان في إقناع الملك عبد العزيز بالتحايل اللفظي من أجل التخلص عن المسئولية التاريخية ، وذلك بإصدار بيان شديد اللهجة ضد اليهود ، ولكن دون أي تعهد من جانبه بالعمل ضدهم".وفي فقرة لاحقه من الدراسة ، وبخصوص الوحدة المصرية السورية ، تذكر الدراسة أنه ( في عام 1958م ومع قيام الوحدة السورية ـ المصرية تدهورت العلاقات السعودية ـ المصرية إلى حد بعيد ، وأصبح الملك "سعود" مقتنعاً بأن "عبد الناصر" بعد حرب السويس وقيام الوحدة المصرية ـ السورية وحل حلف بغداد ، يطمع في السيطرة على المنطقة العربية كلها وكانت إسرائيل تعلم بعلاقات سعود بسوريا...فبدأت بالعمل فوراً ، حيث تم تشكيل لجنة سرية مؤلفة من موظفين يعملان في شركة "أرامكو" ، الأول ضابط إسرائيلي يحمل جواز سفر أمريكيا ، ويعمل في قسم العلاقات العامة بالشركة ، والآخر سعودي غير معروف من أصل سوري ، وقد توصلت اللجنة إلى أن "عبد الحميد السراج" ـ الرجل القوي الذي يرأس جهاز المخابرات السورية ـ يمكن أن يكون المفتاح لضرب الوحدة العربية ، لأنه شخص فوق الشبهات ويتمتع بثقة "عبد الناصر" الخالصة ، فأمطروه بالصكوك المالية التي تسلمها بدوره وأعلن عنها فيما بعد لفضح المؤامرة الموجهة ضد الوحدة المصرية السورية ، والتي تتضمن في تفاصيلها اغتيال عبد الناصر) .ووفقاً للمصادر الإسرائيلية فإنه قد تحركت السعودية لمهاجمة عبد الناصر وفكرة الوحدة العربية ، وكان مؤتمر شتورا في لبنان تتويجاً لهذا الهجوم ، وفي نفس الوقت شاركت الصحافة اللبنانية ، التي بدأت السعودية بالسيطرة عليها ، في حملة دعائية ضد عبد الناصر لم يسبق لها مثيل ، وفي هذه الأثناء تم تكوين أول مجموعة عمل إسرائيلية ـ سعودية مشتركة ، كانت تواصل اجتماعاتها في إحدى الشقق ببيروت بهدف توجيه الوضع العربي وفق خططها ، وبعد ذلكم انضمت إيران (الشاه) إلى المجموعة بعدما وصل عداؤها لعبد الناصر حداً لا عودة بعده ، وكانت المهمة الموكولة لتلك المجموعة هي:1- صياغة نظرية سياسية تنتسب للإسلام متعاطفة مع الغرب لاحتواء أي آثار جانبية لحركة القومية العربية ضد العرب.2- تحجيم "عبد الناصر.3- نشر وتعزيز فكرة التحالف العربي ـ الغربي تحت قيادة "أمريكا" وجعلها مستساغة في الأقطار العربية.وفي فقرة أخرى متعلقة بحرب اليمن ، تذكر الدراسة أنه ( كانت الإستراتيجية الإسرائيلية هي أن تضع ولأول مرة "فيصل" على اتصال مباشر مع إسرائيل ، بواسطة عضو مجلس العموم البريطاني المحافظ الصهيوني الميول ، الذي ترأس ما سمي "جماعة السويس" المدعو "جوليان إيمري" ، وذلك بالتعاون مع النائب ثم الوزير البريطاني "دنكان سانديز" الذي كان يزايد على الإسرائيليين في عدائه لعبد الناصر.وفي كتابه " الصراع على اليمن " ، ذكر "إيمري" أنه أخبر "فيصل" بأن نجاح الكولونيل عبد الناصر في الحصول على موطأ قدم في الجزيرة ، التي هي مركز أهم الاحتياطيات البترولية في العالم العربي والعالم قاطبةً ، ينذر بالشر وينبغي على جميع الأطراف المتأثرة مصالحها مقاومته، وقد أخبر فيصل أن أية محاولة لمواجهة ناصر عسكرياً سوف تُسحق ، وأن الحل هو إقحام "اليمن" في حرب أهلية يكون لإسرائيل فيها دور أساسي ومباشر، هذا بالإضافة إلى إيجاد تحالف قوى بين النظامين السعودي والأردني وإنهاء حالة التوتر الموجودة بينهما ) .وتستمر الدراسة في سرد الفضائح حيث تذكر في فقرة لاحقة أنه (تمكن خاشقجي من الحصول على ميزانية غير محدودة ، لشراء جميع الأسلحة اللازمة للمرتزقة الإسرائيليين والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين والجنوب أفريقيين الذين تقرر إرسالهم إلى اليمن ، وكذلك لتسليح القبائل التي انحازت إلى جانب الملكيين والسعودية).ومن ضمن الإجراءات التنسيقية المتخذة كان هناك افتتاح لمكتب ارتباط سعودي ـ إسرائيلي ببيروت إبعاداً لتلك الأنشطة عن الأراضي السعودية .وعن فترة النكسة يذكر الخبير العسكري الإسرائيلي "هيرش غودفان" في مقال له في صحيفة "الجيروزاليم بوست" في (12/10/1980م) أنه ( كان هناك تفاهم واضح في المرحلة الأولى للتحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي ، وخصوصاً في الفترة من 1967 ـ 1973م تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخل بالنيابة عن أمريكا إذا حدثت تغييرات في الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط . أما المثال المهم فيتعلق بإدراك آل سعود في الفترة من 1967 ـ 1973م.أنه إذا تحرشت مصر المكتظة بالسكان والفقيرة والصديقة لموسكو بالمملكة العربية السعودية القليلة السكان والمتخمة بالمال والمؤيدة للغرب بشدة ، فإن حكام السعودية يعرفون أن إسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربية ) .وفي رأي المخابرات الأمريكية أن إسرائيل أنقذت العرش السعودي مرتين خلال الفترة (1961 ـ 1976) ، وقد ذكر الباحث "ألكساندر بلاي" ، من معهد ترومان ، في مقال كتبه في مجلة العلوم السياسية الوطنية "جيروزاليم كوارتلي" تحت عنوان "نحو تعايش إسرائيلي ـ سعودي سلمي" أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة ، وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962م بهدف ما أسماه "منع عدوهما المشترك" أي "عبد الناصر" من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية . وذكر بلاي أنه أجرى مقابلة مع السفير الإسرائيلي السابق في لندن "آهارون يميز" (1965 ـ 1970م) ، الذي أعلمه أن الملك "سعود" والملك "فيصل" كانا على علاقة حميمة مع إسرائيل وعلى اتصال وثيق معها . وأكد الكاتب البريطاني "فريد هاليدي" ما ذكره الباحثان الآخران ، حيث ذكر في كتابه "الجزيرة العربية بلا سلاطين" أن الملك "فيصل" طلب من إسرائيل التدخل لحمايته من "عبد الناصر" أثناء حرب اليمن، وأن إسرائيل قامت بشحن كمية كبيرة من الأسلحة مستخدمة الطائرات البريطانية العسكرية ، وأن صناديق الأسلحة ألقيت من الجو فوق مناطق الملكيين اليمنيين.وفي تقرير الشرق الأوسط الذي صدر في "10/6/1978م" جاء به أن راديو إسرائيل نقل عن جريدة "لوماتان" الفرنسية الوثيقة الاطلاع قولها أن وزير الدفاع الإسرائيلي (عبزرا وايزمان) التقى سراً بولي العهد السعودي الأمير "فهد" في أسبانيا أثناء رحلة سرية قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي لأوروبا في تلك الفترة. ولم تذكر الصحيفة أسباب اللقاء، وذكرت مجلة التايم الأمريكية (14/8/1978م) تحت عنوان "موعد إسرائيلي في المغرب" ، أن الملك الحسن حث رابين على البدء بلقاء السعوديين الذين يمولون الاقتصاد المصري، وقد وافق رابين على الفكرة ووافق الأمير فهد على اللقاء ، وقام الملك الحسن فعلاً بترتيب ذلك اللقاء، وقد كتب الكولونيل الإسرائيلي "رافي سينون" الذي يعمل في المخابرات الإسرائيلية كتاباً بعنوان "الفرص الكبرى المبددة" ، تحدث فيه بإسهاب عن الاتصالات السرية التي جرت بين إسرائيل والحكام العرب في الماضي، وقد احتوى الكتاب على كمية كبيرة من الأسرار التي لم تنشر من قبل ، وقد أجرت صحيفة الجيروزاليم بوست في (23/6/1994م) مقابلة مع هذا الضابط ، كشف خلالها أن "فهد" حينما كان ولياً للعهد قد سعى لإجراء اتصالات سرية مع إسرائيل ، بغية الوصول إلى تفاهم بين البلدين ، وأنه استخدم لهذه الغاية مبعوثاً فلسطينياً أرسله لمقابلة "موشي ديان" وزير الخارجية الإسرائيلي، وقد أجرت الصحيفة المذكورة مقابلة مع المبعوث السعودي الذي يدعى "ناصر الدين النشاشيبي" ، وهو صحفي فلسطيني معروف ومقرب من السعوديين ، وقد اعترف النشاشيبي بالحادثة للصحيفة ، وقال إنه التقي بالكولونيل "سينون" في عام 1976م ، ثم سافر إلى الرياض لمقابلة ولي العهد "فهد" وسلمه رسالة شفهية سرية إلى وزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه ديان" ، بخصوص العلاقات بين البلدين ، وقال النشاشيبي إنه حين وصل إلى القدس المحتلة احتفى الإسرائيليون به ، وأنه أعلمهم أنه يحمل رسالة شفهية سرية من ولي العهد فهد ، وتابع قائلاً: ( أفهمتهم أنه إذا تمكنا من توضيح مواقفنا بشكل جيد ، فسنتمكن من فهم بعضنا بخصوص معايير التعامل في المستقبل ) .كما ذكر "النشاشيبي" للصحيفة الإسرائيلية أنه التقى عقب ذلك بستة أعوام بشيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل في نيويورك ، وأن بيريز طلب منه السفر إلى الرياض لتسليم رسالة سرية للملك فهد لم تعرف محتوياتها، كما كتب "ألكساندر بلاي" مقالاً آخر في مجلة "جيروزاليم كوارترلي" ، تحدث فيه عن عمليات بيع النفط السعودي لإسرائيل، وذكر أن ناقلات النفط تغادر الموانئ السعودية ، وما إن تصل إلى عرض البحر حتى تزيف أوراقها وتحول حمولتها إلى الموانئ الإسرائيلية .وذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي الذي يضخ من ميناء ينبع إلى البحر الأحمر ، وأن إسرائيل تقوم بذلك عملاً باتفاق سري إسرائيلي ـ سعودي ـ مصري، تحمي إسرائيل بموجبه القطاع الشمالي وتحمي مصر القطاع الجنوبي والغربي مقابل حصولهم على مساعدات سعودية مالية.وهناك وثيقة عرفت فيما بعد "بخطة فهد للسلام"، وقد تمكن "يعقوب نيمرودي" ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق (وتاجر السلاح فيما بعد ) من الحصول عليها عبر "عدنان الخاشقجي" ، حيث كان "نيمرودي" وشريكه "آل شويمر" ، والذي كان رئيساً لمصانع الطائرات الإسرائيلية ـ وهما من أصدقاء شارون ـ على علاقة وطيدة بـ"الخاشقجي" حيث قاموا بعقد صفقات للسلاح وصفقات سرية أخرى . وهذه الوثيقة السياسية السرية ، والتي كتبها ولي العهد "فهد" ، تحدث فيها بشكل علني عن قبول آل سعود بإقامة السلام مع إسرائيل والاعتراف الكامل بشرعية دولتهم .وقد أعلم "نيمرودي" الإسرائيليين أن "الخاشقجي" نقل مطالب آل سعود لهم برفع علمهم على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس المحتلة ، كرمز ضمني يعترف بأنهم حماة تلك الأماكن المقدسة . وكانت الصحف البريطانية والأمريكية قد ذكرت في تلك الفترة أن آل سعود عرضوا الاعتراف بإسرائيل مقابل سماحها لهم برفع العلم السعودي على المسجد الأقصى ، وعرضوا على إسرائيل مبلغ خمسة مليارات دولار كرشوة ، إلا أن إسرائيل رفضت العرض السعودي ، وسارع آل سعود كالعادة لنفي الخبر !وفي الثمانينيات جرت سلسلة من الرحلات واللقاءات والزيارات السرية ، وعلى مستوى الاتصالات السياسية والاستخباراتية بدأت الصحف العبرية تتحدث بشكل جاد عن هذه الاتصالات منذ 1980م.حيث كشفت مجلة "هعولام هزه" في عددها الصادر بتاريخ 26/10/1980م.أن السعودية بعثت رسالة إلى إسرائيل حملها وزير الخارجية التونسية عام 1976م.واشتملت الرسالة على اقتراح من الحكومة السعودية بمنح إسرائيل مبالغ طائلة من الأموال مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة ، ومن أبرز مضامين الرسالة:*موافقة إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية بزعامة المنظمة.*جميع الدول العربية ومنظمة التحرير تعترف بإسرائيل وتوقع اتفاقية سلام معها.*تقدم السعودية منحة مالية لإسرائيل مقدارها 3 مليارات دولار .وذكرت جريدة دافار بتاريخ 12/2/1986م.أن عدداً من مقربي "شيمون بريز" اجتمعوا مع اثنين من المبعوثين السعوديين في المغرب ، وأشرف وزير الداخلية المغربي على ترتيب اللقاء ، وقد قدم الإسرائيليون معلومات حول مخطط لاغتيال عدد من أفراد الأسرة السعودية المالكة . كما ذكرت جريدة "علهمشمار". بتاريخ 17/11/1987م.أن الرئيس "حسني مبارك" أبلغ وزير الطاقة "موشيه شاحال" أن الملك "فهد" هو الذي شجعه على تعزيز علاقات السلام مع إسرائيل ، ونقلت جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية عن السفير السعودي في واشنطن أن السعودية تضغط على منظمة التحرير الفلسطينية ـ وخاصة على زعيمها "ياسر عرفات" ـ لإصدار بيان تعترف فيه بإسرائيل وقال "بندر بن سلطان" ـ السفير السعودي في واشنطن وقتها ـ أن السعودية اقترحت على عرفات إصدار البيان من خلال التطرق إلى قرار التقسيم الدولي رقم (18) . وقالت الجريدة إنه جاء في تقرير مفصل وصل إلى القدس حول اجتماع السفير "بندر" مع مجموعة من الزعماء اليهود ، أن السفير بندر قال إن السعودية غير مستعدة للقبول بالحل المبني على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وإنها ستؤيد فقط إقامة إتحاد كونفدرالي بين الأردن والفلسطينيين . وجاء في التقرير أيضاً أن المشاركين في الاجتماع خرجوا بانطباع ، أن النظام السعودي يعتقد أن تأجيل المفاوضات وتأخر الحل السياسي للنزاع سيؤدي إلى تطرف الفلسطينيين ومنظمة التحرير ، وقال السفير "بندر" إنه قد حان الوقت للتفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين . وأضاف أن الفلسطينيين في المناطق المحتلة مستعدون لحمل مصيرهم على أكفهم ، ولكن إذا لم يلجأ الطرفان وبسرعة إلى خطوات سياسية ولم يبدءوا مفاوضات ، فإنه من المتوقع أن يزيد المتطرفون من تأثيرهم على الفلسطينيين . وقال السفير لضيوفه ـ الصهاينة ـ إن الانتفاضة فاجأت منظمة التحرير التي لم تكن مستعدة لهذا التطور ، كما كانت غير مستعدة لإعلان فك الارتباط بين الأردن والمناطق المحتلة .وفي تعليق للإذاعة الإسرائيلية عن نفس الموضوع قالت: (اجتمع السفير السعودي في واشنطن الأمير "بندر بن سلطان" مع مجموعة من زعماء الجالية اليهودية في نيويورك .وذكرت صحيفة "معاريف" التي انفردت بنشر هذا النبأ اليوم أن الاجتماع كان سرياً في منزل المليونير اليهودي "تسفي شلوم" في نيويورك ، ووصف الحضور هذا الاجتماع بأنه عقد في جو ودي للغاية ، وأن السفير السعودي أكد بأن الرياض ليست لديها تحفظات على سياسة إسرائيل في مواجهة العنف في المناطق المحتلة ، وأن السعودية تبذل جهوداً جبارة لإقناع منظمة التحرير الفلسطينية بوجوب الاعتراف بإسرائيل . وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعاً آخر كان قد عقد قبل ثلاث أشهر بين الأمير "بندر" وشخصية يهودية مرموقة في منزل أحد السفراء العرب في واشنطنٍ ).وفي تعليقه على لقاءات لاحقة نقل راديو إسرائيل بتاريخ 19/11/1991م.عن السفير "بندر" (تأكيده خلال اللقاء الذي عقده أمس وللمرة الأولى مع زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية في نيويورك ،إنه إذا بادرت إسرائيل إلى تجميد إقامة المستوطنات الجديدة في المناطق المحتلة ، فإن الدول العربية ستوافق على إلغاء المقاطعة الاقتصادية والعمل على وقف الانتفاضة . وأضاف الأمير "بندر" أنه يلتقي بالزعماء اليهود ممثلاً عن الملك "فهد" ، وأكد "بندر" أن السوريين سيواصلون المشاركة في المحادثات الثنائية مع إسرائيل ن وأنه لا يستبعد أيضاً مشاركة سوريا في المحادثات الإقليمية متعددة الأطراف . وأضاف بندر أن "السعودية" لا تعتبر نفسها الآن طرفاً في النزاع الشرق أوسطي ، وهي تقوم حالياً بدور كبير لدى الأطراف العربية لإقناعها بمواصلة المحادثات إلى حين التوصل إلى اتفاقيات سلام عادلة وشاملة في المنطقة . وأكد أن بلاده على استعداد للمشاركة في تمويل مشاريع صناعية اقتصادية مشتركة في منطقة الشرق الأوسط ، في حال التوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل . وأضاف أن بلاده تعتبر نفسها "قابلة" قانونية تعمل على توليد المسيرة السلمية ، وقد صرح رئيس المؤتمر اليهودي العالمي "هنري سيجمان" أمس في أعقاب الاجتماع الذي ضم كلاً من زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية والأمير بندر ، بأنه ـ أي "سيجمان" ـ كان المبادر للدعوة لعقد مثل هذا الاجتماع ، وأنه عمل طيلة الفترة السابقة من أجل إقناع الأمير بندر بالموافقة على ذلك .وأضاف أن اجتماعات عديدة جرت خلال العام الحالي ، وخاصة خلال حرب الخليج ، ضمت الأمير "بندر" والعديد من زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية ، إلا أن هذه الاجتماعات جرت بصفة شخصية فقط ، وأضاف سيجمان أن الأمير بندر قام بدور مركزي لدفع بلاده إلى لعب الدور الأساسي في حرب الخليج وضم سوريا لدول التحالف).وفي سياق تعليقه على اجتماع بندر ومؤيدي دولة إسرائيل علناً والاستماع إلى موافقتهم ، قال الراديو ( إن المملكة العربية السعودية تعمل بجد وبسرعة تامة، ففي بعض الأحيان نشاهد الأمير بندر بن سلطان الذي يخطط وينفذ هذا الدور عبر وسائل الإعلام ، وهذا أمر نادر جداً ، فمرة نشاهده في سوريا كما حدث الأسبوع الماضي ، ومرة أخرى يلتقي بزعماء الجاليات اليهودية الأمريكية ، ومرة ثالثة يلتقي بالوفد الفلسطيني، إن الأمر الوحيد الذي يمكن للسعودية تقديمه للمسيرة السلمية هو المال ، وهذا ما ترغب السعودية في تقديمه الآن ، ولقد علمنا بأن الملك السعودي "فهد" أوضح مؤخراً للإدارة الأمريكية أن بلاده وباقي دول الخليج على استعداد لتمويل مشاريع مشتركة إسرائيلية ت عربية في إطار المحادثات الإقليمية...).وقد ذكرت جريدة "الشعب " المقدسية في عددها الصادر يوم "2/11/1992م" أن الرياض (استقبلت وفد أمريكياً إسرائيلياً بسرية تامة ، وقد أشرف "بندر" بنفسه على ترتيب هذه الزيارة بعد أن حصل على ضوء أخضر من القصر الملكي ، وقد طلب من الإسرائيليين استخدام جوازات سفر غربية ، ويعتبر الوفد من أنشط عناصر الحركة الصهيونية على الساحة الأمريكية .. وقد ترأس الوفد الإسرائيلي "ديفيد قمحي" أحد أصدقاء بندر بن سلطان ، مهندس العلاقة بين اللوبي الصهيوني من ناحية والحكومة السعودية من ناحية أخرى، وقد تقدم الوفد بعدة مطالب وهي الضغط على الدول العربية للتعجيل بإلغاء المقاطعة العربية ، واستخدام نفوذ المملكة من أجل الحد من حالة التطرف الإسلامي ، ووقف دعم حركة حماس وقطع المساعدات المالية عن الانتفاضة ، والعمل من خلال أصدقاء المملكة على وقف العمليات العسكرية في لبنان .وطلب "ديفيد قمحي" من الملك "فهد" استخدام نفوذه الشخصي الكبير من أجل إطلاق سراح الطيار الإسرائيلي "رون آراد" في لبنان).وذكرت جريدة الأنباء الإسرائيلية بتاريخ 2/1/1978م.أن عضو الكنيست "توميق طوبي" من كتلة حداش وجه استجوابا إلى وزير الدفاع الإسرائيلي جاء فيه أن "عدنان خاشقجي" الملياردير السعودي مسجل في سجل ضيوف فندق بلازا في القدس المحتلة. كما ذكرت "علهمشمار" بتاريخ 27/11/1987م.أن "خاشقجي" ـ والذي يعد من المقربين للملك فهد والبلاط السعودي ـ اجتمع مع رئيس الحكومة "شيمون بيريز" على خلفية صفقات السلاح أو ما يسمى بـ " الكونترا" (بيع الأسلحة إلى نيكاراجوا) . وأفادت مصادر دبلوماسية في واشنطن أن العديد من الشخصيات الإسرائيلية اجتمعت مع الأمير "بندر" السفير السعودي في الولايات المتحدة، وقالت الإذاعة الإسرائيلية يوم 20/2/1989م نقلاً عن "شارون" قوله (إن العربية السعودية عرضت على إسرائيل قبل بضع سنوات دفع مبلغ مائة مليار دولار متقابل موافقة إسرائيل على رفع العلم السعودي على الحرم القدسي الشريف ، وأوضح شارون بأن المليونير السعودي "عدنان خاشقجي" هو الذي تقدم بهذا العرض إليه) .ونقلت صحيفة" أخبار الأسبوع " يوم "30/12/1993م" عن مصادر إسرائيلية وأمريكية أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عقد اجتماعا سرياً الأسبوع الماضي مع "سعود الفيصل" وزير خارجية السعودية ، وقد عقد هذا الاجتماع في عاصمة أوروبية ، واستغرق ثلاث ساعات ، ويُعتقد أن الاجتماع عُقد في العاصمة الفرنسية، ومن ناحية أخرى فقد عُلم أن اجتماعا سرياً عُقد في العاصمة اليونانية في الأيام الأخيرة بين ضابط أمن إسرائيلي وضباط من قوات الأمن السعودية ، ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه بين ضباط الموساد وخمسة من كبار ضباط الأمن السعوديين ومن المخابرات السعودية) .وعلى صعيد العلاقات الخاصة مع بعض الشخصيات ذكرت "هاآرتس" يوم 10/10/1990م أن "بيريز" ، رئيس حزب العمل الإسرائيلي ، يقوم بالتنزه منذ عدة أيام على ظهر سفينة النزهة "الملكة إليزابيث" برفقة بعض رجال الأعمال العالميين ، ومن بين المدعوين والمتواجدين على ظهر السفينة وزير النفط السعودي السابق الشيخ "أحمد زكي يماني" ، ورئيس حكومة جنوب أفريقيا، كما ذكرت "حداشوت" بتاريخ 20/5/1991م.أن الأمير السعودي "تركي بن عبد العزيز" أرسل برقية لحجز جناح له في فند\ق بالقدس ، وألغيت الزيارة بعد تسرب خبرها، كما ذكرت "الفجر المقدسية" يوم 9/2/1993م.أن رئيس اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية "داني جيرلمان" التقى أمس مع وزير المالية السعودي "محمد أبا الخيل" في بداية شباط / فبراير في "سويسرا" لبحث تعاون اقتصادي في المستقبل في الأراضي المحتلة.وقد كتب سيمور هيرش مقالا في مجلة "نيويوركر" في 5/3/2007م.تحت عنوان "إعادة التوجيه" ، أماط فيه الصحافي الشهير اللثام عن خفايا الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة الأشد التهاباً في العالم وطبيعة المهمات التي تضطلع بها حكومات عربية حليفة لواشنطن وعلاقتها بالدولة العبرية .ومن الفقرات المتعلقة بالسعودية ، يقول ( إن التحول في السياسة دفع السعودية وإسرائيل إلى ما يشبه العناق الإستراتيجي الجديد ، لا سيما أن كلا البلدين ينظر إلى إيران على أنها تهديد وجودي، وقد دخلوا في محادثات مباشرة حيث يعتقد السعوديين أن استقراراً أوسع في إسرائيل وفلسطين سيعطي لإيران نفوذاً أقل في المنطقة ، ومن ثم أصبحوا أكثر تدخلاً في المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية . وخلال العام الماضي توصل السعوديون والإسرائيليون وإدارة بوش إلى سلسلة من الاتفاقات ـ غير الرسمية ـ حول توجههم الإستراتيجي الجديد ، وقد شمل هذا الأمر عناصر أهمها طمأنة إسرائيل إلى أن أمنها هو الأمر الأسمى ، وأن واشنطن والسعودية والدول الخليجية الأخرى تشاركها قلقها حول إيران . ولقد بدأت الرياض اتصالاتها مع الإسرائيليين والجمعيات اليهودية المؤيدة للدولة الصهيونية في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد ، وهو تقارب حظي بمباركة الإدارة الأمريكية على طول الخط، ولكنه لم يكن علنياً بل ظل مقتصراً على القنوات الدبلوماسية المفتوحة بين الجهتين ، وكان مهندس هذه القنوات الأمير "بندر بن سلطان" السفير السعودي الأسبق لدى واشنطن ـ الذي اعتبرته الصحف الإسرائيلية صلة الوصل بين الدولة الصهيونية وجيرانها).وكان لبندر اتصالاته القديمة مع الإسرائيليين وفي ذلك يقدم الكاتب الأمريكي "نوسمي مايلو" ، كاتب سيرة حياة الأمير السعودي ، تلميحات إلى الطريقة التي أسس بها "بندر" روابطه مع الإسرائيليين ( ففي ربيع 1990م.هدد "صدام حسين" بحرق نصف إسرائيل وكان الملك "فهد" آنذاك قلقاً حول احتمال اندلاع حرب إقليمية ، فأوفد الأمير "بندر" إلى "بغداد" حيث أبلغه "صدام" بأنه لن يقوم بمهاجمة إسرائيل فأسرع "بندر" إلى نقل الرسالة إلى "جورج بوش" الأب، وتلقى وعداً إسرائيلياً تعهدت فيه تل أبيب بعدم القيام بهجوم استباقي، وفي المقابل رأى "بندر" أن "صدام" ربما استعمله لتأمين جانبه ضد أي هجوم والبدء باحتلال الكويت في أغسطس 1990م.وفي الوقت نفسه أعلن بأن السعودية حصلت على صواريخ صينية بر ـ بر).وبحسب الكاتب أيضاً (فإن "بندر" كان ناجحاً في طمأنة إسرائيل عبر اتصالاته الأمريكية بأن الصواريخ لن توجه إليها، وفي المقابل تلقى وعوداً بأن إسرائيل لن تهاجم مطار "تبوك") .وبعد حرب الخليج سنة 1991م.أطلق الأمريكيون عملية سلام بدأت بقمة مدريد، التي شارك فيها السعوديون ، ولكن حضورهم كان ضعيفاً فقد كانت المملكة متحفظة بشأن علاقاتها مع إسرائيل ولم تجعلها رسمية كما فعلت بعض دول الخليج المجاورة ، وكان للأمير "بندر" ارتباط مباشر بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن أيام اتفاق أوسلو، وقد عقد محادثات غير رسمية مع السفير الإسرائيلي "هكتيفونيبار راماتي" ، وخلال محادثات السلام التي أجراها "إيهود باراك" أصبح دور الأمير شديد الأهمية على المسار السوري . وفي أواخر عام 2000م.تركزت الجهود على المسار الفلسطيني فبعد فشل "كامب ديفيد" واندلاع الانتفاضة ، حاول "بندر" الضغط على "ياسر عرفات" لقبول مبادرة "كلينتون".كما تقول وسائل الإعلام الغربية عن أحدث الاتصالات أن هناك لقاء قد جمع بين "عادل الجبير" ـ سفير السعودية الجديد في واشنطن ـ ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي "إفرايم سنيه" ضمن لقاءات ثلاثية منفصلة (سعودية وأمريكية وإسرائيلية) حول "مبادرة السلام" مع إسرائيل التي طرحتها المملكة ، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية المقررة في الرياض نهاية مارس 2007م.وعندما سارعت الرياض إلى نفي الخبر رسمياً قائلة إن تلك التقارير لا أساس لها من الصحة ، فإن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت أن رواق "ديفيد وولش" رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية قد جمع الرجلين وتبادلا الحديث .كما ذكرت الصحيفة أن "إفرايم سنيه" توجه إلى "الجبير" ـ والذي يعتبر من أشد المقربين لدوائر صنع القرار بالمملكة ـ وصافحه قائلاً: "أنا سعيد بلقائك وجهاً لوجه..ماذا يحدث من المشاكل في منطقتنا؟" وأجاب "الجبير": "آمل أن نصعد في الأسابيع المقبلة إلى مسار إيجابي" وفي يناير 2007م حضر الأمير "تركي الفيصل" ـ السفير السعودي المستقيل في الولايات المتحدة ـ حفل استقبال في واشنطن برعاية المنظمات اليهودية الأمريكية ، وكان ظهوره " حدثاً غير مسبوق " ، على حد وصف "ويليام داروف " مدير مكتب واشنطن للتجمعات اليهودية المتحدة والذي قام بتنظيم الحفل، وفي سبتمبر 2006م أفاضت الصحف العربية والأجنبية في الحديث عن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" ومستشار الأمن القومي السعودي "بندر بن سلطان" في العاصمة الأردنية ، كجزء من جهود "جورج بوش" لدعم أولمرت بعد كارثة إسرائيل في حربها أمام "حزب الله" .ويقول "دانيال أيالون" ـ السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن ـ أن هذا اللقاء هو اللقاء السعودي ـ الإسرائيلي الأعلى مستوى حسب علمه . وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر سعى "عادل الجبير" ـ الذي كان يعمل بالخارجية آنذاك ـ إلى تنظيم رحلة لوفد من اليهود الأمريكيين الأعضاء في الكونجرس إلى الأراضي السعودية حتى تتوقف هجمات اللوبي اليهودي ضد المملكة على خلفية الهجمات . وبحسب "جيروزاليم بوست" فإن "الجبير" نجح في إقناع الملك "عبد الله" بتوجيه الدعوة إلى "توماس فريدمان" ـ الرئيس السابق لقسم الشرق الأوسط بالواشنطن بوست ورئيس مكتبها في إسرائيل لعشر سنوات ـ لزيارة السعودية لإجراء مقابلة صحفية مع ولي العهد السعودي آنذاك ، وفي هذه المقابلة طرح "الأمير عبد الله" ـ آنذاك ـ على "فريدمان" المبادرة السعودية ـ كانفراد صحفي ـ والتي تحدثت لأول مرة عن الاعتراف بإسرائيل وتبادل العلاقات الدبلوماسية وتطبيع العلاقات معها بشرط انسحابها إلى حدود 5 يونيه 1967م ، وهي المبادرة التي تم إقرارها بقمة بيروت عام 2002م ، لتصبح المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل . وبسبب ما تمتع به "الجبير" من قدرة في العلاقات العامة فقد أوكلت إليه مهمة الاتصال بالجماعات اليهودية والإسرائيلية والتنسيق معها وحول هذا الدور .قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" (إن "الجبير" ظل ـ منذ بداية التسعينيات ـ على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية ، بما فيها منظمة اللوبي اليهودي الأمريكي "إيباك" وسبق أن التقى بيوسي بيلين حينما كان وزيراً في حكومة العمل الإسرائيلية)، كما تقول مقدمة كتاب "التغلغل الإسرائيلي في الخليج "ـ والذي يغطي الندوة المتخصصة حول ذات الموضوع ـ أن (الملك عبد الله بعد حصوله على التشجيع السياسي والدبلوماسي أمر "بندر" بأن يجري مباحثات مع رئيس الموساد الجنرال "مائير داغان" ، ووفقاً لمصادرنا فإن هذا اللقاء حدث يوم 18 سبتمبر في قصر عبد الله الثاني بالعقبة ، وحضر مع "داغان " "يوران تربويتز" و"جادي شاماني" مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" ، ورافق "بندر" ثلاثة مساعدين بارزين في المخابرات ، وحضر مع "عبد الله الثاني" الذي رحب شخصياً بضيوفه كل من المدير السابق للمخابرات الأردنية الجنرال "محمد الذهبي" ، والسفير الأردني لدى إسرائيل "علي العايد" ووفقاً لما قاله شهود عيان، فقد جرى الاجتماع في جو مريح للغاية ، سيما وأن "بندر" و"داغان" التقيا من قبل في عدة مناسبات في واشنطن) .2- محاولة لاستخلاص المنهج السعودي:لاستخلاص المنهج السعودي فإنه ينبغي معالجة أمرين ، أولهما طبيعة النظام ، وثانيهما أهدافه ، وبالتالي تُنسق سياساته مع هذه الأهداف وهذه الطبيعة في نسق من السلوكيات يمكن وصفه بالمنهج في التعامل مع مختلف القضايا . وطبيعة النظام السعودي كما هو معروف أنه نظام برجماتي لا يعترف سوى بحقائق القوة ، وفي إطار ذلك فإنه يحتفظ بالتحامه بالقوى العظمى دونما أدنى حرص على ثوابت أو مبادئ سوى مصلحته في البقاء والنمو.وكما يقول الكاتب "عبد الباري عطوان" في مقال له بجريدة "القدس العربي" فإن (النظام السعودي لا يحتمل وجود جيران أقوياء حوله ، ويرى في ذلك تهديداً مباشراً له ، ولهذا عمل دائماً على تحطيم هؤلاء ، ابتداء من "جمال عبد الناصر" والوحدة السورية ـ المصرية مروراً بالثورة الخمينية وانتهاءً بالرئيس العراقي صدام حسين) ، وبالتالي فإن النظام السعودي لا يخجل من استخدام أحقر الأساليب والتحالف مع الشيطان في سبيل حماية مصالحه ، ولا يشعر بخطورة الكيان الصهيوني عليه وعلى أمنه لأنه لا يستطيع مواجهته ، لأن النظامان شقيقان من أم واحدة ترعى مصالحها وهي الولايات المتحدة كعنوان للقوة العظمى ، ويمكن أن تبدل هذه الأم بأم ـ قوة عظمى ـ أخرى ، وبالتالي فالاثنان يضمنان أمن بعضهما ، وهذا يفسر الاتصالات والعلاقات وحماية النظامان لبعضهما .خاتمة:يقول السيد "عبد الباري عطوان" (يمكن رصد العديد من المؤشرات المتسارعة حول خريطة التقارب السعودي ـ الإسرائيلي في الفقرة القليلة الماضية ، وعمليات التمهيد لمرحلة مقبلة من التطبيع والاتصالات المباشرة يمكن إيجازها في: أولاً، كان الأمير تركي الفيصل أول من دشن هذا التوجه الانفتاحي العلني ، عندما أكد الأمير "تركي الفيصل" أن بلاده تحاول إقناع الفلسطينيين بكل الوسائل باتباع أسلوب المقاومة السلمية على طريقة "المهاتما غاندي" ، والتخلي عن الكفاح المسلح لعدم جدواه بسبب الفارق الهائل في موازين القوى لصالح الإسرائيليينثانياً: فاجأت الحكومة السعودية المراقبين عندما تبنت موقفاً متسرعاً وواضحاً ورد على لسان متحدث رسمي باسمها ، أدانت فيه أسر "حزب الله" لجنديين إسرائيليين والتسبب بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وحملت الحزب مسئولية هذا العدوان ونتائجه ، ولم تدن بكلمة واحدة الطرف الإسرائيلي الذي كان يدمر لبنان وعاصمته بيروت ويقتل المئات من أطفاله، وهو الموقف الذي امتدحه "أولمرت" علناً وأكد أنه أبرز تطور في هذه الحرب ، لأنها المرة الأولى التي تحظى فيها حرب إسرائيلية بتأييد عربي وسعودي بالذات...).ويلخص هذا المقال الأفكار الرئيسية لهذه الدراسة ، حيث تهدف هذه الدراسة ، من خلال المعلومات المتوفرة عن الاتصالات السعودية ـ الإسرائيلية ، إلى محاولة استخلاص المنهج السعودي في إثبات أن الإستراتيجية السعودية وما يترتب عليها من سياسات تكاد تكون ثابتة من طور النشأة والتكوين إلى اللحظة الحالية وبالتالي يمكن التنبؤ بمستقبل سياساتها أيضاً بناءً على هذا المنهج . ويمكن تلخيص ذلك بالقول إن ما يحكم النظام السعودي هو منطق البقاء دون التقيد بمصالح شعب أو أمة أو دين أو أي ثابت أو مبدأ ، كما أن النظام يعترف بحقائق القوة يهادن القوى ولا يرحم الضعيف ، ويتغذى على ضعف جيرانه ، ويطلق الفتن والمؤامرات وسلاح المال والنفط والدعاية الدينية الموظفة للتخلص من أي نظام أو فرد تبرز قوته
من خلال المقاومة.
المصادر*[هيئة البيعة السعودية: هل بدأ الصراع بين أركان الحكم] سلسلة الندوات المتخصصة (5) ـ مركز المقدسات للدراسات والنشر ـ بيروت.*موقع "شبكة فلسطين للحوار" وموضوع "تاريخ وطبيعة العلاقات السعودية الإسرائيلية" ـ شبكة المعلومات الدولية.*منتديات "السعودية تحت المجهر" وموضوع "العلاقات السعودية الإسرائيلية" بتاريخ "22/3/2007" ـ تقرير "علي عبد العال".*["التغلغل الإسرائيلي في الخليج" "السعودية نموذجاً" ـ سلسلة الندوات المتخصصة (1) ـ مركز المقدسات للدراسات والنشر ـ بيروت .ـ مدونة "الحرية" وموضوع "الاتصالات السعودية الإسرائيلية" ، مقال الأستاذ/"عبد الباري عطوان" في صحيفة القدس العربي اللندنية بتاريخ 7/10/2006م.

Thursday, March 6, 2008

العرب مستعدون للحرب الى آخر جندى مصرى

العرب مستعدون للحرب الى آخر جندى مصرى وموافقون بالاجماع
على تدمير مصر وتدمير الاقتصاد المصرى وتجويع الشعب المصرى
لالالالالا ومليون لا لتيتيم أطفال مصر أو ترميل نساء مصر أو قتل وموت شباب مصر
ماذا قدمتم ياعرب اذاكنتم حقا عرب لمصر أو للمصريين فى بلادكم سوى التطاول على
مصر وأكل حقوق المصريين
واستغلال ظروفهم واستغلالهم بعد حرب 1967م وحرب 1973 م التى بها تحولت دماء
المصريين فى أنابيب البترول
الذى ارتفع من ثلاثة دولارات الى فوق ألأربعين دورلار التى امتلئت بها خزائنكم
من يريد الحرب منكم ياعرب فاليتفضل يتقدم ويقدم مواطنيه وشبابه خلونا نشوف
رجالكم ودولاراتكم
ولتجربوا أنتم تيتيم ألأطفال وترميل النساء وقتل الشباب وخراب البيوت وتدمير البنية التحتية
وتدمير اقتصادكم وتجويع شعوبكم وتشريد من تبقى منكم بعد الحرب وأنسوا ولا تحلموا
دخول مصر فى حروب من أجل من لايستحقون
الدم المصرى غالى ولن يسيل مرة أخرى الا من أجل مصر والدفاع عن مصر وتراب مصر